السؤال: ما دامت خطة العدو المستقبلية هي فرض الحصار علينا وعلى النفط وعلى غيره، فلماذا لا نستعد اقتصادياً بأن نجتهد بالاكتفاء الذاتي من الماء والغذاء والرجوع إلى نوع من الأساليب البدائية للحياة؟
الجواب: الحقيقة هذا اختراع عظيم جداً، لكن المقصود فعلاً أن نخشوشن وأن نستعد، ومن ميزة الحياة قبل هذا الترف الذي جاء مع النفط، كانت الحياة متكاملة في ذاتها، يمكن القرية والقبيلة والمجتمع فيها كل الصناعات وكل ما تحتاج إليه، وما كان ينقصها شيء، وتذكرون الدواب مثلاً: الصوف يصنع الملابس، والجلود تصنع منها الأواني، حتى الخشب كذلك، حتى عظام الحيوان من الذبائح توضع في القربة أو كذا ..،لم يكن هناك ما يرمى، كانت الأمة تستفيد من كل طاقاتها، وتوفر رمي قمائم وتوفر كثيراً من المشاكل، وتكفي نفسها بنفسها بإذن الله تبارك وتعالى، لكن نأسف الآن أن الاعتماد أصبح على التصدير، وتزدحم الموانئ بالكماليات، ليس كل ما في الموانئ هي الضروريات، أكثرها كماليات لا داعي لها، اذهب إلى أحد الموانئ وسترى العجب العجاب من أشياء لا داعي لها أن تأتي أبداً ولا تستورد، وبهذه الطريقة أصبحنا عالة عليهم، وأصبحنا نخاف من أي حدث، بينما لو كان لدينا إمكانية الاكتفاء الذاتي، فهذا يؤسس القاعدة التي تقوم عليها المقاومة للعدو.
وإذا كنا لا نقدر كبلد أن نكتفي ذاتياً فنحن نخاطب الأمة الإسلامية، لسنا بلداً واحداً، الأمة الإسلامية واحدة، فما في اليمن من زراعة وما في مصر من خير وما في السودان كذلك، إذا اجتمع ما في هذه الجزيرة فهذا يعطي هذا نفطاً وهذا يعطي هذا قمحاً وهذا كذا، نستطيع هذا، ونحن ولله الحمد الأمة الوحيدة التي يمكن لها أن تتكامل وتستغني عن العالم، لكن العالم لا يستطيع أن يعيش من دوننا.